كان خاطري ازور هالمكان من 22 سنة !! مادري ليش ما رحت له كل هالسنين لكن ربي كتب ازور المكان وعمري قريب من اعمار شهداء بيت القرين رحمة الله عليهم مادري ليش ياني هالاحساس لو انا كنت هالكبر وقت الغزو جان سويت مثل ما سووا اهم و غيرهم من رجال ونساء المقاومة الكويتية ! تدرون من عقب الغزو وانا هالسالفه تدور في بالي يمكن لأني كنت ياهل وسبحان الله الطفل اذا ثبت في مخيلته شي يتم بعقله .. كنت اقول ليتني بالكويت علشان ادافع عنها مثلهم ! كانوا ابطال و رجال بكل ما تحمله الكلمه من معنى رحمة الله عليهم
اللي ما يعرف قصة بيت القرين خلكم معاي وان شاء الله تعرفون تفاصيل هالملحمه الكويتية الخالده
الحمدلله الطريج لي بيت القرين كان سهاله وكلش مو صعب والعنوان : القرين قطعه 4 شارع 3 منزل 61
وصلنا لله الحمد وشعور مشاهدة البيت لأول مره عن قرب كان لها احساس آخرالدبابة العراقية اللي قصفت بيت القرين ليلحين بمكانها
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
صدق الله العظيم
خلوني اعرفكم على ابطالنا الغاليين رحمة الله عليهم شهداء مجموعة المسيلة
وركزوا على الاسماء .. شيعي سني حضري بدوي جمعهم حب الكويت والدفاع عن ارضها الناجين اللي ربي كتب لهم طولة العمر جاهزين ؟ ندخل ونقول لكم القصه اللي يفتخر فيها كل كويتي القصه يا الغاليين ان بعد 2 اغسطس 90 لما دخلوا علينا جيش صدام وغزوا ديرتنا الغاليه
شباب الكويت شكلوا مجاميع لمقاومة الغازي والدفاع عن هالارض الطيبة ومن هالمجموعات مجموعة المسيلة (قوة الكويت) اللي تشكلت من 31 شاب وقامت بمقاومة باسلة ضد القوات الغازية بكل الطرق والوسائل كما كانوا يقومون بجمع السلاح سواء من القواعد العسكرية او عن طريق الشراء من افراد الجيش العراقي نفسه الذي كان على استعداد لبيع سلاحه بابخس الاثمان مقابل الحصول على الزاد والماء
وبجذي صار لدى المجموعة كمية كبيره من السلاح فأمر القائد مجموعته بخزن جزء من السلاح ودفنه للاستعانه به وقت الحاجه واستخدام الجزء الاخر في المهمات التي تركزت على قنص افراد الجيش العراقي الغازي وضرب الآليات العسكريه المحمله بالذخيرة
في بداية الامر كانت المهمه سهله لعدم اخذ الغزاة سبل الحيطة والحذر في تنقلاتهم ولكن بعد مرور الوقت بدأوا بتشديد الرقابة واقامة نقاط سيطرة في كل مكان فكان ان اختار قائد المجموعه الانتقال الى منطقة القرين لكونها منطقة بناء حديثة غير معروفة لدى المخابرات العراقيه واستمرت المجموعة في تنفيذ اعمالها البطولية حتى اوائل شهر نوفمبر حيث صعدت القوات العراقية من تشددها ف فرض الرقابة على افراد الشعب واتباع اسلوب البطش والتنكيل الجماعي حيال كل من يشتبه فيه مما دفع المجموعة الى التوقف عن عملياتهم العسكرية والانخراط في الاعمال المدنية المتعلقة بخدمة الاهالي كالعمل في المخابز ونقل المياه وغيرها
وفي السابع عشر من يناير حين اعلن انطلاق الهجوم الجوي ايذاناً ببدء معركة التحرير اصدر القائد اوامره باخراج السلاح واعداده للمنازله الكبرى ونظرا الى ان المنطقة كانت حينذاك مأهوله بالسكان خافت المجموعه عليهم من بطش قوات صدام فقرر القائد الانتقال الى مكان اخر تكون الكثافه السكانيه فيه اقل فاستقر الرأي على منزل في قطاع آخر من المنطقة كان صاحبه خارج الكويت وبدت عمليه نقل السلاح التي تمت بنجاح رغم المشاق التي لقيتها المجموعه في عمليه النقل
في اليوم الرابع والعشرين من فبراير 1991 حين اعلن بدء الهجوم البري طغى الفرح على نفوس المجموعه فها هو يوم التحرير اتى والكل يترقب دخول القوات الكويتية وقوات التحالف لتؤدي المجموعه دورها في كشف مواقع العدو واماكن تمركزهم
وفي الساعه الثامنه من صباح هذا اليوم طلب القائد من افراد مجموعته اللي تواجد منهم 19 فرد في البيت لبس الزي الخاص بهم الذي اعده بنفسه وهو عباره عن قميص ابيض اللون نقش عليه اسم المجموعه وشعارها
وفي غمرة تجهيزهم للسلاح وصلت سيارة استخبارات عراقيه كانت تجوب المنطقة بحثا عن الشباب الكويتي يتبعها باص صغير به عدد من الجنود العراقيين المدججين في السلاح وتوقفت امام المنزل وترجل احد الضباط العراقيين من السياره متجها نحو المنزل وبدأ بالطرق على الباب فلم يستجب له احد وكعادتهم في هذه المواقف امر الضابط احد الجنود بالقفز من فوق سور المنزل واقتحامه لتتسنى لهم سرقة محتوياته
وهنا كان قائد المجموعه وبصحبته احد افرادها يراقبان الموقف من خلال النافذه المواجهه للشارع فادرك بأن الموقف بلغ نقطة حرجه ولابد من التصرف فإما الخضوع للقوات العراقيه الغازيه او الاستسلام للأسر فالاعدام المؤكد واما الدفاع عن النفس والوطن فكان القرار الذي اتخذته المجموعه هو الشهاده على ارض الوطن
فبادر القائد الى اطلاق النار على الجندي العراقي ولكن لسوء حظه فقد تعطل السلاح بيده ليبادر زميله الواقف الى جانبه باطلاق النار فكانت البداية لملحمه الصمود والتحدي التي اصيب على اثرها الضابط الواقف بجانب السياره في حين لاذ بقية افراد القوات الغازية بالفرار
وماهي الا لحظات حتى وصلت جحافل الغزاة من كل حدب وصوب مدججين في السلاح فحاصروا المنزل من جميع الجهات فأمر قائد المجموعه افراد مجموعته بعدم التمركز في مكان واحد والتوزع على جميع انحاء المنزل وفي المنازل المجاوره لتفريق قوة العدو
واستمرت المعركة بين الطرفين حتى الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه حيث استخدم الطغاة كل ما لديهم من اسلحة ثقيله
(دبابات – مدافع – بازوكات – ار بي جي) مقابل السلاح الذاتي وهو سلاح خفيف استخدمه الشباب الكويتي ومع كل ذلك ابلوا بلاء حسن في المعركه التي انتهت باستشهاد ثلاث من افراد المجموعه في الحال واسر تسعه تم العثور على جثثهم فيما بعد ملقاه في مكان اخر بعد التعذيب وقد كتب الله النجاة لسبعة من افراد المجموعه حيث تمكن اثنان من الناجين من الخروج في الساعات الاولى من المعركة الى المنازل المجاورة اما الخمسة الباقون فقد استمروا في المعركة حتى نهايتها بعد ان فشلت القوات العراقية في العثور عليهم وسط الانقاض والظلام الدامس نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي
باختصار هذي قصة بيت القرين .. قصة واحده من بين قصص كثيرة لملاحم رائعه في حب الكويت .. ملحمة كرامة وصمود وفخر
بعد ماعرفتوا القصة خلونا نتجول داخل بيت القرين
هذي السيارة الشفر خاصة بقائد المجموعه الشهيد سيد هادي علوي وكانت تستخدم للعمليات العسكرية ونقل اللوازم الطبيه
سياره شفر خاصه بالشهيد بدر العيدان صاحب المنزلهذي السياره الشفر خاصه بالاستخبارات العراقية والباص اللي كانوا يستخدمونه في نقل الاسرى الكويتينآثار الدمار والقصف مبينه واضحه على البيت من الخارج
وندخل البيت
طبعاً منظفين المكان عقب هالسنين .. كانت الانقاض بكل مكان بالصور القديمههذي السندره او الكنقيه اللي احتمى فيها الناجين محمد يوسف وحازم جابربهالمكان استشهد اول شهيد في المجموعه عامر العنزي رحمة الله عليه
نصعد الطابق الاول والسطح قلبي خفق ياكويت شلتك بيوفي وطن هالمكان استشهد فيه ثاني افراد المجموعه النقيب يوسف خضير يوسف الله يرحمه برحمته الواسعهثاني شهيد بالمعركة كان قائد المجموعه الشهيد سيد هادي علوي الله يرحمه برحمته الواسعهالشيخ جابر الاحمد الصباح رحمة الله عليه اهو اللي امر المجلس الوطني للثقافه والفنون والآداب بتحويل المنزل الى متحف وطني ليكون شاهد حي وباقي على صمود الكويتيين ورفضهم الخضوع للمحتل وليكون رمز للفخر ويمثل درب يسير عليه الابناء والاجيال ويقف شاهد على الجريمه اللي ارتكبها النظام العراقي البائد
المتحف يضم قاعتين الاولى لصور الشهداء والمقتنيات الخاصه بالمجموعة مثل الاسلحه التي استخدمت في المعركة والملابس الخاصه فيهم اضافه الى بعض شظايا القذائف التي استخدمتها قوات النظام العراقي البائد اثناء الهجوم على البيت
اما القاعه الثانية فيوجد فيها عرض سينمائي يقدم من خلاله افلام وثائقيه عن الغزو باللغتين العربية والانجليزية
وبجذي اكون انتهيت من نقل رحلتي الى بيت الصمود بيت القرين بعدستي اللي انقلت ما شافته عيني وبأحاسيسي ومشاعري تجاه هالمكان الوطني وبمعلومات بسيطه نقلتها لكم من الكتيب الخاص بالمتحف